لقاهرة 7 فبراير شباط (رويترز) - قالت جماعة الاخوان المسلمين اليوم
الاثنين انها قد تنسحب من المحادثات التي بدأت مع الحكومة إذا لم يتم
الوفاء بمطالب المعارضة ومنها التنحي الفوري
للرئيس المصري حسني مبارك الذي رأس اجتماعا للحكومة اليوم.
ويحاول مبارك (82 عاما) -الذي يرفض مطالب بالتنحي قبل انتخابات الرئاسة
المقررة في سبتمبر أيلول قائلا إن استقالته ستسبب فوضى في مصر- التركيز
على إعادة النظام.
وتعهد المحتجون المعتصمون في ميدان التحرير بوسط القاهرة بالبقاء إلى أن
يتنحى مبارك ويأملون أن تنطلق مظاهرات حاشدة يومي الثلاثاء والجمعة.
وحاول الجيش في وقت مبكر اليوم الاثنين رغبة منه في تسيير حركة المرور
بميدان التحرير أن يقلل من مساحة الاعتصام. وهرع المتظاهرون خارج خيامهم
الليلة الماضية لتطويق الجنود الذين يحاولون ضغطهم في مساحة أقل.
ونتيجة للتوجس من هذه المحاولات التي يقوم بها الجيش نام عشرات المحتجين
داخل سيور مركبات الجيش. ودور الجيش خلال الأسابيع المقبلة يعد مهما
لمستقبل مصر.
وقال محمد شلبي (27 عاما) وهو من المحتجين "الجيش بدأ يتململ وكذلك
المحتجون. يريد الجيش تضييق مساحة الاعتصام في وسط الميدان لإعادة الحركة
المرورية لطبيعتها مرة أخرى."
وتقول الأمم المتحدة إن الانتفاضة التي أطلق عليها بعض النشطاء "ثورة النيل" قد تكون أسفرت عن سقوط 300 قتيل حتى الآن.
وتدعو المعارضة إلى إعادة كتابة الدستور من أجل السماح بإجراء انتخابات
رئاسية حرة ونزيهة ووضع حد لفترة تولي الرئاسة وحل البرلمان وإطلاق سراح
السجناء السياسيين وإلغاء قانون الطوارئ.
وقال عصام العريان عضو مكتب الارشاد في جماعة الاخوان المسلمين لرويترز
اليوم الاثنين إن الجماعة تقيم الموقف وانها ستعيد النظر في مسألة الحوار
ككل.
وأضاف العريان أن الجماعة ستعيد النظر في الحوار وفقا للنتائج وأن بعض
مطالب الجماعة تمت الاستجابة لها لكن دون رد على مطلبها الأساسي المتعلق
برحيل مبارك. وكانت جماعة الاخوان المسلمين من بين الجماعات المعارضة التي
التقت بالمسؤولين يوم الأحد في مؤشر على تغيرات كبيرة خلال انتفاضة دخلت
يومها الرابع عشر وهزت العالم العربي وأثارت قلق الغرب.
وكان لوجود جماعة الاخوان المسلمين المحظورة في حوار أجري يوم الأحد
-والتي ظل أعضاؤها يعانون من القمع من القوات الأمنية في عهد مبارك- تطورا
مهما لم يكن واردا على الإطلاق قبل الاحتجاجات.
وينظر إلى جماعة الاخوان المسلمين على انها أكثر جماعات المعارضة تنظيما
ويخشى حلفاء مصر في الغرب من صعود الاخوان المحتمل إلى السلطة.
لكن شخصيات معارضة رفيعة ذكرت انه لم يتحقق الكثير خلال الحوار وبينما ظل
المطلب الرئيسي للمحتجين هو الرحيل الفوري لمبارك يشعر كثيرون بالقلق من
أن يحل محله بعد رحيله حاكم مستبد آخر.
وأصدرت الحكومة بيانا بعد الجولة الأولى للمحادثات يوم الأحد وقالت إن ثمة اتفاقا بشأن خريطة طريق للمحادثات.
واقترح بيان الحكومة إجراء إصلاحات في ظل وجود مبارك في السلطة حتى سبتمبر
أيلول. ووضعت الحكومة أيضا شروطا لرفع حالة الطوارئ التي تقول المعارضة
إنها تستخدم لخنق المعارضة ولا بد من رفعها على الفور.
وتعهدت حكومة مبارك الجديدة اليوم بالحفاظ على الدعم وجذب الاستثمار
الاجنبي في أول اجتماع لها بعد الانتفاضة على الفقر وغلاء الاسعار
والمطالبة بانهاء حكم مبارك.
ويقول مسؤولون أمريكيون إنه مع وجود حكومة تعد بالإصلاح وقوة معارضة
خبرتها السياسية محدودة وعملية دستورية تدعو لعدم التعجل ودور استراتيجي
مهم يجب ان تكون الخطوات التالية لمصر محسوبة بعناية.
وحققت المعارضة مكاسب كبيرة خلال الأسبوعين الماضيين.
إذ قال مبارك إنه لن يرشح نفسه للرئاسة مرة أخرى وتم استبعاد نجله جمال من
تولي الرئاسة من بعده وتم تعيين نائب للرئيس للمرة الأولى منذ 30 عاما
واستقالت هيئة مكتب الحزب الوطني الحاكم وأقيلت شخصيات من الحكومة القديمة.
بل وربما يكون الأهم من ذلك أن المحتجين ينطلقون بمئات الآلاف دون خوف من
بطش. وقبل 25 من يناير كانون الثاني كانت مظاهرة من بضع مئات تستدعي رد
فعل عنيفا من قوة الشرطة في مصر.
وبدأت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون تخفف فيما يبدو من لهجتها
المطالبة بتنحي مبارك وقالت إن سياستها المتعلقة بمصر تتطلع "إلى الأفق"
فيما يتعلق بمستقبل البلاد الديمقراطي وهو مستقبل لا بد من التخطيط له
بعناية.
وكان للنهج الأمريكي الحذر في التعامل مع الأزمة التي تمر بها مصر ثمنا إذ
جعل حكومة الرئيس باراك أوباما في مسار غير متجانس مع المحتجين الذين
يطالبون بتنحي الرئيس المصري قبل بدء محادثات سياسية جادة.
وقال شتيفن زايبرت المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إنه من
الواضح أن عهد مبارك في مراحله الأخيرة وإنه سيكون هناك زعماء آخرون.
واستطرد بقوله "هذا هو المهم في نظرنا.. أن يكون هذا الاتجاه واضحا ولا رجعة فيه."
واضاف "ليس من المهم استقالة افراد او ما اذا كان هناك منافسة لاجراء اسرع انتخابات ممكنة."
وحاولت الحكومة المصرية إعادة الحياة لطبيعتها عندما بدأ اسبوع العمل يوم
الأحد. وأعادت البنوك فتح أبوابها بعد إغلاق استمر اسبوعا بينما ظلت
المدارس مغلقة.
وفي خطوة أخرى تجاه اعادة الحياة إلى طبيعتها قللت السلطات ساعات حظر
التجول التي يتجاهلها بشكل كبير المحتجون بحيث تبدأ من الساعة الثامنة
مساء بالتوقيت المحلي وحتى السادسة صباحا.
ويرغب كثير من المصريين ومنهم من شارك في المظاهرات التي عمت البلاد
الأسبوع الماضي احتجاجا على حكم مبارك بشدة في عودة الحياة إلى طبيعتها
ويشعرون بالقلق من أثر الأزمة على الاستقرار والاقتصاد وقطاع السياحة
المهم.
وسجل الجنيه المصري أدى مستوياته منذ ستة أعوام في اليوم الثاني من
التعاملات بعد اغلاق دام أسبوعا. ويبدو أن بنوك الدولة تبيع الدولار لدعم
الجنيه.
وقال متعامل في بنك مقره القاهرة "الأمور مستقرة. لا يمكن أن أقول إنها جيدة لكن لا يوجد انهيار."