لم تطو السنة الجديدة في الجزائر أسبوعها الأول، حتى اندلعت احتجاجات صاخبة صاحبتها أحداث تخريب ومواجهات بين شباب غاضب وقوات الأمن، بسبب الارتفاع الجنوني لأسعار المواد الغذائية الأساسية. وشهدت أحياء في العاصمة ومناطق أخرى من البلاد كولايات وهران وتيبازة والشلف وبجاية أحداثا مماثلة، أسفرت عن سقوط جرحى بين المتظاهرين وقوات الأمن وخسائر طالت المحلات التجارية والسيارات. ولم تجد السلطة من وسيلة لإخماد الانتفاضة ـ في ظل الصمت الذي فرضته على نفسها طيلة الأيام الثلاثة الأخيرة ـ سوى اللجوء إلى توقيف نظام الرسائل القصيرة عبر شبكات الهاتف النقال.
في حصيلة أولية للحماية المدنية
المواجهات خلفت 82 جريحا منهم 43 بالعاصمة
خلفت موجة الغضب والاحتجاجات التي عرفتها كل من العاصمة والبليدة ووهران، أول أمس، 82 جريحا.
وسجلت أكبر نسبة لعدد الجرحى في صفوف المدنيين بباب الوادي، حيث أحصت 43 جريحا بشارع العقيد لطفي، الذي عرف مواجهات بين رجال الأمن والمتظاهرين، حسب حصيلة للمديرية العامة للحماية المدنية، وقد نقل 28 من الجرحى إلى مستشفى محمد لمين دباغين لإصابتهم بجروح متفاوتة، في حين تلقى الباقي الإسعافات الأولية في عين المكان.
أما شارع محمد بلوزداد بالعاصمة فعرف هو الآخر إصابة 14 شخصا بجروح، نقل 10 منهم إلى المستشفى لإصاباتهم الخطيرة. كما خلفت المواجهات بين المواطنين والشرطة على مستوى الطريق الوطني رقم 41 على مستوى غابة بارودي 13 جريحا.
ومن أهم الحوادث التي سجلت بولاية البليدة بعد المواجهات التي عرفتها الولاية إصابة 9 طلبة بجروح، حيث رشقت حافلتهم بالحجارة في مكان الزاوية بالقرب من محطة توزيع البنزين ببني تامو، واستدعت حالتهم نقلهم إلى مستشفى فرانس فانون. وبوهران أسفرت المواجهات بحي ابن سينا عن 3 جرحى تلقوا الإسعافات الأولية من قبل أعوان الحماية المدنية. أما بخصوص الخسائر المادية فكشف مصدر أمني لـ''الخبر''، أنها اقتصرت على العاصمة، حيث ألحقت خسائر جسيمة بمقر جيزي بحي عبد الرحمان ميرة بباب الوادي، ومقر شركة رونو بنفس الحي. كما تم إحراق مكتبين لمتحف يقع بشارع محمد بلوزداد.
الجزائر: رزيقة أدرغال
الفيدرالية الجزائرية للمستهلكين
70 % من دخل الأسرة الجزائرية يذهب في المواد الغذائية
أكد زكي حريز، رئيس الفيدرالية الجزائرية للمستهلكين، أن الأسرة الجزائرية مهددة بالسقوط في مزيد من الحاجة والحرمان، إذا لم تتمكن الحكومة من تطبيق آليات فاعلة تنظم سوق المواد واسعة الاستهلاك.
قال حريز، معلقا على تصريح وزير التجارة، مصطفى بن بادة، الأربعاء الماضي، بخصوص ''الأزمات المفبركة'' في السوق الاستهلاكية الجزائرية، إن ''الأزمات المفبركة التي أشار إليها الوزير لا تخص الجزائر وحدها وإنما هي ميزة الأسواق العالمية كلها، إلا أننا لا يجب التغاضي عن الأسباب الحقيقية المؤثرة في الارتفاع الفاحش للأسعار''، مرجعا الوضع إلى ''غياب آليات جادة تحافظ على استقرار السوق الوطنية وتعيد للدولة دورها كمنظم''.
أشار المتحدث إلى أن الأسرة الجزائرية ستعرف المزيد من الضربات الموجعة، بالقول ''الإحصائيات الأخيرة تشير إلى أن العائلة الجزائرية تنفق حوالي 70 % من دخلها الشهري على المواد الغذائية، فيما تصرف نظيرتها الفرنسية 5,14 % فقط من راتبها، ما يعني أن الجزائريين لا يملكون ما يكفي للالتزام بمصاريف الحياة اليومية''، كفواتير الكهرباء والغاز والماء ويردف: ''إذا استفحل الأمر على ما هو عليه حاليا، ستنقطع الكهرباء والماء عن المواطن ما ينجر عنه كثرة الأمراض وبالتالي المزيد من المصاريف الصحية''.
ويرى رئيس الفيدرالية أن المواطن بحاجة إلى أن تدعمه الحكومة على اقتناء المواد الأساسية ليحقق توازنه الغذائي بدل دعم الدواء: ''الجزائري اليوم لا يستهلك خمس خضر وفواكه في اليوم كما ينصح به المختصون''، يعقب قائلا.
وتنوي الفيدرالية، حسب رئيسها حريز، مراسلة الوزير الأول أحمد أويحيى ووزراءه في المالية والتجارة، مطالبة بالتعجيل في إعفاء المواد الأساسية من رسوم القيمة المضافة، وستقترح في مطلبها عشر مواد جديرة بالإعفاء.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]