شرح مدى اتساع اوقات الصلاة

من كتاب الصلاة، وهو حديث عبد اللـه بن عمرو بن العاص رضي اللـه تعالى عنهما، أن النبي r قال: وقت الظهر إذا زالت الشمس وكان ظل الرجل كطولـه، ما لم يحضر وقت العصر، ووقت العصر ما لم تصفر الشمس، ووقت صلاة المغرب ما لم يغب الشفق، ووقت صلاة العشاء إلى نصف الليل الأوسط، ووقت صلاة الصبح من طلوع الفجر ما لم تطلع الشمس"، وذكر أيضاً أنه أخرجه مسلم وأنه لمسلم في حديث بريدة t في قولـه: "والشمس بيضاء نقية"، وذلك عند قولـه: "ووقت العصر ما لم تصفر الشمس"، كأنه يقول ووقت العصر والشمس بيضاء نقية، وفي حديث أبي موسى الأشعري t أنه قال: "والشمس مرتفعة"، أي يكون السياق: "ووقت العصر والشمس مرتفعة"، فقولـه r : "وقت الظهر إذا زالت الشمس"، الزوال: هو الميلان، والمقصود بذلك هو ميلان الشمس بعد انتصافها من موضع مشرقها إلى موضع مغربها، فإذا قلنا بأنها تشرق من هذا الخط وهو أقصى المسجد من جهة اليمين، وهذا هو مغربها من ذلك الخط، حقيقة الزوال هي أن تكون الشمس في المنتصف بين مكان شروقها ومكان غروبها، هذه هي حقيقة الزوال.

والزوال: يعرف واضح بيناً, في يوم واحدٍ من السنة، وهو اليوم الذي تتعامد فيه الشمس وتكون في كبد السماء، وهي في الصيف تكون في جهة وفي الشتاء تكون في جهة، ولكنها بين الشتاءين تكون متعامدة في يوم واحد، هذه واضحة لأن وقت زوال الشمس حقيقة في هذا اليوم الوحيد من السنة هو أن لا يكون ظل للشاخص، الشاخص المستقيم، ليس فيه ميلان، كالعمود مثلاً أو العصا تعلقه بسلك يسير تجعلـها تتدلى حتى تكون استقامتها مضبوطة، فعند ذلك إذا انعدم الظل لـهذا الشاخص، أو لـهذا العود، فهذا هو وقت الزوال ووقت الظهر يبدأ بعده، فإذا مالت الشمس قليلاً إلى جهة الغروب ثم بدا ظل ولو خط يسير فهذا هو زوالـها وهذا هو أوان دخول صلاة الظهر، وقولـه r: "وكان ظل الرجل كطولـه"، المعنى أنه يستمر وقت الظهر حتى يصير ظل الرجل كطولـه.

الحديث دل على جملة من الأحكام من أهمها:

بيان المواقيت:

الوقت الأول: هو وقت الظهر وأولـه زوال الشمس، وهي حركتها بعد انتصافها، أو حركة الظل بعد الانتصاف، ومسألة بدء وقت الظهر من الزوال مسألة إجماعية لا خلاف فيها، أجمع أهل العلم على أن وقت الظهر يبدأ من زوال الشمس.

وآخره هو مصير ظل كل شيء مثلـه، وهذا القول هو قول الجمهور (المقصود بالجمهور في هذا القول هم الأئمة الأربعة عدا أبي حنيفة رحمه اللـه)، بل إن صاحبي أبي حنيفة- رحمه اللـه- قد قالا بما قال به الجمهور.

أما أبو حنيفة- رحمه اللـه- فقد قال بأن الوقت يكون عند ظل كل شيء مثليه.

واستدل الجمهور بحديث الباب: "وصار ظل الرجل كطولـه"، وبأحاديث أخرى مشهورة، "أن يكون ظل كل شيء مثلـه"، في حديث مسلم وغيره، وكذلك بحديث جبريل عليه السلام، الذي علم فيه النبي r مواقيت الصلاة وكان أن أخذه في اليوم الأول وصلى به في وقت كل صلاة، ثم أخذه في اليوم الثاني وصلى به في وقت آخر كل صلاة، ثم قال جبريل عليه السلام للنبي r: "الوقت بين هذين"، واستدل أبو حنيفة- رحمه اللـه- بحديث في صحيح البخاري: أن النبي r قال: "إنما مثلكم ومثل أهل الكتابين كمثل رجل استأجر أجيراً فقال: من يعمل لي إلى غدوة إلى نصف النهار على قيراط، قال: "فعملت اليهود"، ثم قال: من يعمل لي نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط، فعملت النصارى، ثم قال من يعمل لي إلى غروب الشمس على قيراطين، قال: "فأنتم هم"، قال: "فغضبت اليهود والنصارى وقالوا: ما لنا أكثر عملاً وأقل عطاءً، قال: هل نقصتكم من حقكم؟ قالوا: لا، قال: فذلك فضلي أوتيه من أشاء"، وهذا الاستدلال على أن الوقت يصير كل ظل شيء مثليه، فيه نظر وذلك أحاديث الجمهور، جمهور العلماء كانت صريحة في بيان المواقيت، وأما ما استدل به الإمام أبو حنيفة- رحمه اللـه- تمثيلاً وتقريباً لـهذه المسألة وليس بياناً لحد بداية وقت صلاة العصر.

الوقت الثاني: وقت العصر، وأولـه من مصير ظل كل شيء مثلـه وزيادة، إذا قلنا أن ظل كل شيء مثلـه أنه في وقت الظهر لا ظل أو إذا زالت الشمس وبدأت الظل، ولكن هذا الظل لا يزال يتزايد ويمتد حتى يكون كطول صاحبه، فحينئذ يكون وقت العصر قد دخل وهو نهاية وقت الظهر، كما مر في أولـه، هذا هو أول الوقت وهذا هو قول الجمهور- رحمة اللـه تعالى على الجميع-.

أما آخره ففيه أقوال:

فقد ذهب الجمهور إلى أن وقت العصر لـه وقت اختيار وافتراض، فأما الاختيار: فيبدأ من مصير كل شيء مثلـه على ما ورد في حديث جبريل وحديث عبد اللـه بن عمرو بن العاص حديث الباب الذي بين يدينا، ويمتد وقت الاختيار إلى مصير ظل كل شيء مثليه، وذلك لحديث جابر وحديث ابن عباس وحديث جبريل عليه السلام، حين صلى به في أول الوقت ثم صلى به من الغد حين صار ظل كل شيء مثليه، وقال: الوقت بين هذين، وذهب أحمد إلى نحو قولـهم- قول الجمهور- ولكن اختار أن الوقت الاختياري يبدأ من مصير ظل كل شيء مثلـه إلى اصفرار الشمس وليس إلى مصير ظل كل شيء مثليه.

واستدل الإمام أحمد على ذلك بحديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك t أنه قال: "تلك صلاة المنافقين، تلك صلاة المنافقين، تلك صلاة المنافقين، يجلس أحدهم حتى إذا اصفرت الشمس فكانت بين قرني شيطان، أو قال: على قرني شيطان، قال: "قام فنقرها أربعاً لا يذكر اللـه فيها إلا قليلاً"، فجعل الإمام أحمد في دلالة هذا الحديث أن والوقت يمتد إلى اصفرار الشمس.

والاضطرار عند القائلين بهذا وذاك يبدأ من هذا الوقت إلى مغيب الشمس.

وذهب آخرون إلى أن الوقت جملة يمتد إلى مغيب الشمس.

القول الثالث: وهو قول أبو حنيفة- رحمه اللـه- وهو أن وقت العصر يستمر إلى اصفرار الشمس، وبعد الاصفرار فهو وقت للأداء بل هو وقت للقضاء، واختلف هنا عن الجمهور بأنهم يقولون هو في جميع الأوقات أداء، ولكنه في الوقت الأول اختيار وفي الوقت الثاني اختيار.

ومذهب أبي حنيفة- رحمه اللـه- معارض لما صح عن النبي r أنه قال: "من أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر".

ما معنى وقت الاختيار ووقت الضرورة، وما هي الفوارق العملية بين الأمرين، وإذا قلنا بأن الوقت وقت ضرورة إذا اصفرت الشمس فقد بدأ وقت الاضطرار، وقلنا بأن من أخرها إلى اصفرار الشمس فهو آثم على قول الجمهور، وقال الآخرون: بأن الوقت هو اصفرار الشمس كأبي حنيفة يقول فهو آثم، وحتى لو قلنا بما هو محل إجماع كصلاة الفجر أنه لو أخرها إلى طلوع الشمس فهو آثم، فما الفرق بين القولين؟
ما هي ثمرة الخلاف بين الجمهور وبين أبي حنيفة؟

إذا أردت أن تطبق ثمرة هذا الاختلاف على الحائض مثلاً نفترض أن الحائض طهرت بعد اصفرار الشمس، فماذا يقول أبو حنيفة وماذا يقول الجمهور؟ نفترض أن الصغير كبر قبل اصفرار الشمس؟ وطبق هذا أيضاً على وقت الاضطرار في الفجر، عند من قال أنه إلى الإسفار فإن الإسفار وقت ضرورة، أسفر ولم تطلع الشمس، وكذلك عند من قال إن هناك وقت ضرورة للعشاء،وسيأتي الكلام عنه إن شاء اللـه، إذاً الفرق أن المسافر إذا كان مقيماً وأخر الصلاة-المقيم- أخرها إلى اصفرار الشمس ثم سافر بعد أن اصفرت الشمس، يعني أدركه الاصفرار وهو مقيم، يصليها ركعتين أو يصليها رباعية؟

هنا ثمرة الخلاف أيضاً، على قول أن القضاء يحكي الأداء أو أن القضاء لا يحكي الأداء، فيه خلاف حتى في أصل هذه المسألة، بعضهم يقول إذا سافر يصليها صلاة المقيم مادام أدرك جزءاً من الوقت.

نحن نتكلم الآن عند من يقول بأن المقيم إذا سافر فإنه يأخذ أحكام السفر، إذا سافر أثناء الوقت فيجوز لـه أن يأخذ بأحكام السفر ومنها قصر الرباعية إلى اثنتين، الذي يقول هذا القول يختلف عنده الأمر عندما نقول وقت اختيار أو وقت ضرورة، أو أن نقول وقت أداء أو وقت قضاء، فإذا سافر يقول: القائل بهذا القول يقول: يجب عليه أن يصلي أربع ركعات، لأن الوقت خرج، مثل إنسان نسي صلاة في الحضر ثم لا يتذكرها إلا في السفر بعد خروج وقتها يصليها أربعاً بخلاف ما لو ذكرها قبل خروج وقتها فإنه يصليها على الراجح ركعتين، وإن كان قول أكثر أهل العلم بأنه يصليها تامة، وأوضح أسباب الخلاف هي في قضية الحائض والمجنون والصغير، هؤلاء الذين يترتب الكلام فيهم على ثمرة الخلاف هذه.

الوقت الثالث: وقت المغرب: وأولـه مغيب الشمس بإجماع كالزوال وآخره مغيب الشفق وهو قول الجمهور، وذهب مالك والشافعي في أحد قوليه إلى أن للمغرب وقتاً واحداً هو وقت أداء ركعاتها بعد مغيب الشمس،- أو يكون بعده بقليل عشر دقائق أو ربع ساعة-، واستدلوا على ذلك بحديث جبريل عليه السلام في تعليم النبي r المواقيت، وفيه: "أنه صلى المغرب في اليوم الأول ثم صلاه في اليوم الثاني في وقته الذي صلاه بالأمس"، هذا هو دليلـه، وبحديث آخر قال فيه النبي r: "لا تزال أمتي بخير- أو قال: على الفطرة- ما لم يؤخروا المغرب حتى تشتبك النجوم"، رواه أبو داود في سننه، والصحيح هو القول الأول لحديث بريدة: "أن النبي r صلى المغرب في اليوم الثاني حين غاب الشفق"، في رواية من روايات حديث جبريل، وهي صحيحة، وجاء في صحيح مسلم وهي صحيح وصريح، من حديث أبي موسى الأشعري t: "أن النبي r أخر المغرب في اليوم الثاني حتى كان عند سقوط الشفق"، رواه مسلم، وفي حديث عبد اللـه بن عمرو بن العاص في صحيح مسلم: أنه قال: "ووقت المغرب ما لم تغب الشفق"، وهذه الأحاديث قد قضت على قول المالكية والشافعية- رحمة اللـه تعالى على الجميع- ويحمل على أن هذا متقدم وهذا متأخر ولكن على القول نظر لأن فيه أحكام نسخ والنسخ لا يرجع إليه إلا إذا تعذر الجمع، والجمع هنا سهل، فهذه الأحاديث قولية بينة في الأوقات أحاديث الجمهور أو أحاديث من قال بأنه إلى مغيب الشفق، هي أحاديث قولية وصريحة في بيان هذا الميقات، وأما حديث جبريل فهي فعل النبي r وهو يدل على أفضلية المبادرة وعلى كراهة التأخير، وهذا يقول به جمهور العلماء بل أكثر العلماء إن لم نقل كلـهم، لا سيما في صلاة المغرب فالأمر فيه أضيق بسبب ضيق الوقت في الجملة، فإذاً ليس فيه تعارض في الأصل، غاية ما في الأمر أنه أراد أن يبين ضيق وقت صلاة المغرب لضيق وقتها في الجملة، فهي أضيق الأوقات بالنسبة إلى بقية الصلوات حتى إذا قلنا بأنها إلى مغيب الشفق.

الوقت الرابع: وقت العشاء وأولـه مغيب الشفق، وهو الحمرة على الصحيح، لأنه قيل بأنه الحمرة وقيل بأنه البياض، أي بياض النهار الباقي حتى يذهب هذا البياض وتأتي العتمة، والصحيح أنه الحمرة لحديث عائشة رضي اللـه عنها، أنها قالت: أعتم النبي r بالعشاء حتى ناداه عمر وقال: نام النساء والصبيان، فخرج رسول اللـه r وقال: "ما ينتظرها أحد غيركم"، ولا يصلي يومئذ إلا في المدينة وكانوا يصلون بين أن يغيب الشفق الأول إلى ثلث الليل"، رواه البخاري، قال عمر: والشفق الحمرة، وهو من أهل اللغة حتى وإن كان هناك روايات مرفوعة إلى النبي r أنه قال: "الشفق الحمرة"، ولكنها روايات ضعيفة وأحاديث لم تصح، ولكن يكفي كما قال العلامة الصنعاني- رحمه اللـه-: "أن هؤلاء هم أهل اللغة ويعرفون مراد النبي r ، وذكر ابن أبي شيبة في مصنفه جملة من الآثار عن الصحابة والتابعين يقولون فيها إن الشفق هو الحمرة، وقيل بأنه البياض لحديث النعمان بن بشير t أنه قال: أنا أعلم الناس بوقت هذه الصلاة- يعني بوقت العشاء-، كان رسول اللـه r يصليها بسقوط القمر الثالثة"، حديث صحيح أخرجه أبو داود، ويصلي في وقت مغيب القمر في الليلة التالية، مغيب القمر في الليلة التالية يقولون أن هذا قد يستر إلى ما يقارب ساعتين، يعني لا يسقط القمر في الليلة التالية إلا بعد صلاة العشاء، والحمرة لا تذهب إلا بعدها فتكون العتمة.

ما هي الإجابة على من قال بأن الشفق هي البياض وليس الحمرة، وهل هناك تعارض عند من قال صلى رسول اللـه r بسقوط القمر الثابتة لحديث النعمان بن بشير وبين الحديث الوارد بأن الصلاة تبدأ من مغيب الشفق إلى منتصف الليل؟

ليس هناك تعارض، غاية الأمر أنه كان يؤخر صلاة العشاء، ما كان يصليها عند مغيب الشفق مباشرة، لكن هل قال بأن الصلاة يبدأ وقتها بسقوط القمر الثالثة، أو نحو هذا بسقوط الليلة التالية،؟ لم يقل ذلك، غاية ما في الأمر أنه أخر العشاء واستحباب تأخير العشاء معلوم، وقد تضافرت عليه النصوص وهدي النبي r معلوم وإن كان يقدمه في أغلب أحايينه r مراعاة للناس الذين يعملون من قبل صلاة الفجر ولا ينامون حتى صلاة العشاء، وهو يعجلـها لـهم حتى يناموا، وإلا كان يرغب في تأخيرها أحياناً r.

وهناك قول للحنابلة ذكره ابن قدامة في المغني وهو للتفريق بين الفضاء والبنيان وهذا قولٌ لـه وجه، فإن كنت في فضاء وترى الأفق فحد دخول صلاة العشاء هي الحمرة وهي الشفق، وإن كنت في بنيان أو بين جبال شاهقة فحدها البياض، لأن البياض تستيقن به مغيب الشفق وهو الحمرة، ولكن إن كنت في بنيان فإنك لا ترى حمرة فيغطيها البنيان وقد تغطيها في الوقت الحاضر أيضاً الأتربة والأتبنة التي تكون داخل البنيان، فالأقرب ما اختاره بعض الحنابلة من التفريق بين الفضاء والبنيان على سبيل الاحتياط لا على سبيل التعبد والتدين والمشروعية، وإلا لو استيقنا مغيب الشفق ونحن في وسط البلد أخذنا به ولكنهم ذكروه على سبيل الاحتياط.

آخر وقت العشاء: فيه أقوال:

الأول: أن آخره ثلث الليل، وهو قول مالك- رحمه اللـه- لحديث جبريل في صلاة النبي r.

الثاني: أنه يمتد إلى نصف الليل وهو قول الإمام الشافعي- رحمه اللـه- وفيه حديث الباب حديث عبد اللـه بن عمرو بن العاص، وحديث عمر بن الخطاب وغيرها من الأحاديث.

الثالث: أنه يمتد إلى الفجر ولكنه يكون ما بين منتصف الليل إلى الفجر وقت ضرورة وليس وقت اختيار لحديث أبي قتادة الأنصاري t أن النبي r قال: "ليس التفريط في النوم وإنما التفريط في اليقظة، أن تؤخر صلاةً حتى يجيء وقت الصلاة الأخرى"، فهم استدلوا بهذا الحديث وهذا الحديث أخرجه مسلم، استدلوا بهذا الحديث أن الأصل عندهم أن وقت كل صلاة ينتهي ببداية وقت الصلاة الأخرى.

جعل الوقت في الإشراق فيجعل أيضاً يفترض يكون جزء لوقت انتصاف الليل، بل حتى اصفرار الشمس أو مصير ظل كل شيء مثليه لمعرفة متى ينتهي وقت العصر الاختياري.

ليس هناك تعارض بين من قال ثلث الليل وقد صح في هذا الحديث ومن قال بأنه نصف الليل، لأن هذه زيادة وزيادة الثقة مقبولة في هذا المقام، وينبغي أن نأخذ بها وهي منة من اللـه عز وجل، كما قال: "ووقت العصر ما لم تصفر الشمس"، ثم قال أيضاً r: "ومن أدرك ركعة من العصر قبل أن تغيب الشمس فقد أدرك العصر".

الوقت الخامس: وقت الفجر، وأولـه الفجر الثاني، الفجر الأول وهو الفجر الكاذب هو فجر يمتد كذنب السرحان تراه ثائراً كأنه نار، يثور بشكل عمودي وهذه ترى أحياناً إذا كان هناك ظلمة أو عتمة شديدة أو في مكان بعيد عن البلدان، فإنه يُرى ويظنه الإنسان فجراً، الفجر الصادق: وهو بداية الفجر وهي معلومة معروفة وهو الخيط الدقيق الذي يمتد من الأفق جنوباً إلى الأفق شمالاً في مثل ديارنا هذه، تراها واضحاً بينة كالستارة وإن كانت لا ترى وأنا لم أرها إلا مرتين في عمري وذلك بسبب المدن وأنوارها وأضوائها وما إلى ذلك، ولكن إذا تيسر لك في مكان بعيد عن المدن، مكان معتم فإنك ترى الفجر واضحاً بيناً كأنه ستارة مرفوعة تماماً، ظلمة ثم ترى خطا في الأفق يمتد يميناً وشمالاً.

وآخره طلوع الشمس على ما دلت عليه النصوص المتواترة ومنها أحاديث هذا الباب.
الحديث الثاني:

حديث أبي برزة الأسلمي t قال: كان رسول اللـه r يُصلي العصر، ثم يرجع أحدنا إلى رَحْلـه في أقصى المدينة والشمس حَيَّة، وكان يستحِبُّ أن يؤخر العشاء، وكان يكره النوم قبلـها والحديث بعدها، وكان يَنْفَتِلُ من صلاة الغداة حين يعرف الرجل جليسه، ويقرأ بالستين إلى المائة". رواه البخاري ومسلم.

هذا الحديث فيه بيان أن النبي r كان يقدم صلاة العصر، فإنه قد ذكر "يرجع أحدنا إلى رحلـه في أقصى المدينة والشمس حية"، أي ليست بمصفر،مما يدل على أنه كان يصليها في أول وقتها r.

وفيه استحباب تأخير العشاء ما لم يشق ذلك على الناس.

وفيه كراهية النوم قبل صلاة العشاء، وكراهية الحديث بعدها، ومع الأسف الشديد قد انقلبت موازين الناس الاجتماعية، وصار الليل نهاراً والنهار ليلاً في كل وقت لا سيما في الإجازات، تجد الناس ينامون الواحدة أو الثانية عشرة ويرون هذا أمراً عادياً، ومرة ينامون في العاشرة أو العاشرة والنصف يستغربون كيف يستطيع الإنسان أن ينام في هذا الوقت، ولا شك أن هذه سنة وأمر النبي r وقد أهمل وبركة الإنسان أن ينام بالليل وأن يعينه اللـه عز وجل على قيام آخر ه إذا نام في أولـه، وأن يكون أيضاً نوم الليل الذي جعلـه اللـه سكناً، أن يكون عوناً للإنسان على النشاط في سائر نهاره.

قال: "وكان ينفتل من صلاة الغداة حين يعرف الرجل جليسه"، قيل فيها دليل على الإسفار وليست كذلك بل النبي r كان يطيل صلاة الفجر وكان بين أذان الفجر وبين الإقامة قدر خمسين آية، وهذه فترة ليست يسيرة، ثم الصلاة أيضاً قد تستمر إلى نصف ساعة، أو ثلث ساعة، في إطالة النبي r كان يقرأ بالستين والمائة r، فلعلـه أن يسفر يكون هناك فترة ما تقارب الساعة أو أقل من ذلك فالإنسان قد يعرف جليسه، وقيل بأنه يعرف جليسه في الليالي المقمرة، كالليلة القمراء الخامسة عشر فإن الضوء يكون واضحا جداً، ولكن هذا تأويل بعيد جداً لأن الراوي أراد معنى الإسفار ولم يرد المعنى الذي يكون في الليالي المقمرة عادة.
الحديث الثالث:

وفي الصحيحين من حديث جابر t: والعشاء أحياناً يقدمها وأحياناً يؤخرها، إذا رآهم اجتمعوا عجل، وإذا رآهم أبطؤوا أخر، والصبح كان النبي r يصليها بغلس"،

فيه أيضاً مراعاة حال الجماعة، في التقديم والتأخير والكثرة والقلة، وإن كانت هذه قد يصعب ضبطها في الوقت الحاضر.

وفيه إثبات التغليس، وهي الصلاة بغلس وفي غير إسفار.
الحديث الرابع:

ولمسلمٍ من حديث أبي موسى قال: فأقام الفجر حين انشق الفجر والناس لا يكاد يعرف بعضهم بعضاً"،

فيه دليل على هدي النبي r بالتغليس،

وعن رافع بن خديج t قال: كنا نصلي المغرب مع رسول اللـه r فينصرف أحدنا وإنه ليبصر موقع نَبْلـه"، في الصحيحين.

فيه دلالة على الإسفار فهو كما قال ابن تيمية- رحمه اللـه- بأن الرسول r غلّس، وأسفر ولكن تغليسه r كان أكثر، ومن روى على التغليس ومن روى أخبار رسول اللـه r في التغليس هم أكثر وأوفر مما يدل على أن غالب هديه هو التغليس وليس في الإسفار.

ثم ذكر حديث عائشة رضي اللـه تعالى عنها: أعتم النبي r ذات ليلة بالعشاء حتى ذهب عامة الليل، ثم خرج فصلى وقال: "إنه لوقتها لولا أن أشق على أمتي"، رواه مسلم.

هذا الحديث فيه مشروعية وأفضلية تأخير صلاة العشاء.

ويُقال: أعتم، إذا دخل في العتمة، كما يقال: أنجد إذا دخل نجداً، وأتهم إذا دخل تهامة، وهكذا.

ثم ذكر المصنف- رحمه اللـه- حديث الإبراد وهو حديث أبي هريرة t: إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم"، أخرجاه في الصحيحين.

فقولـه: "من فيح جهنم"، هي من سعتها وتنفسها، و"ابردوا": أبرد، إذا دخل وقت البرد، ويقال: أظهر إذا دخل وقت الظهر، كما يقال أيضاً: أتهم إذا دخل تهامة، هي بهذا المعنى.

هذا الحديث دل على مشروعية الإبراد، في الظهر عند اشتداد الحر وقد اختلف العلماء- رحمة اللـه تعالى عليهم- في الإبراد على أقوال:

الأول: القول بالإبراد أنه للوجوب، وكذلك الأصل في الأمر حين قال: "إذا اشتد الحر فأبردوا".

الثاني: أنه للاستحباب وإليه ذهب الجمهور، وظاهره أن هذا عام للجماعة والمنفرد وللبلدان الحارة والباردة، لكن الأقرب إلى مقاصد الشريعة أن البلدان الباردة التي لا تحتاج إلى الإبراد، وكأن المعنى أيضاً مراعاة الخشوع في الصلاة وأدائها في راحة ويسر، فالبلاد الباردة قد لا تحتاج إلى ذلك- واللـه عز وجل أعلم-.

وهناك من ذهب وهو ظاهر قول الجمهور وإن كان لم يصرحوا بذلك، بأن المقصود بالإبراد هو ليس الإبراد في ذات الوقت وإنما الإبراد مراعاة الوقت لعلة وحكمة تعبدية، فإنه قال: "فإن شدة الحر من فيح جهنم"، ولكن الجواب أن يقال: ليس هناك شدة الحر، فكأن المعنى- واللـه أعلم- ترك الصلاة في هذا الوقت الذي تُسجر فيه جهنم وتشتد فيه حرها، مراعاة لـهذا المعنى في وقت الحر الشديد، ومراعاة لمعنى الخشوع والاستعداد للصلاة.

هل يعارض هذا قولـه r في حديث خباب t: شكونا لرسول اللـه r حرَّ الرمضاء في أكفنا وجباهنا فلم يشكنا"، هذا الحديث في صحيح مسلم؟

الطلب تأخيراً زائداً ووجهه العلماء بأن التأخير المطلوب هو حتى تبرد التربة ويبرد الحصى، والمقصود بحديث الإبراد حديث أبي هريرة t هو إبراد الجو وليس برودة الحصى، برود الحصى قد لا تبرد إلا في نهاية الوقت، فالنبي r لم يأذن لـهم بالصلاة في نهاية الوقت، ولكن شدة الحر الشديد هي في تعامد الشمس في وقت الزوال وبعده بقليل، وكلما مالت الشمس ازداد الجو برودة، فالمقصود بالإبراد أن لا تصلي مثلاً بعد ربع ساعة من الأذان وإنما تصلي بعد نصف ساعة أو ساعة، وهنا ذهبت شدة الحر الشديد جداً، فالأمر بالإبراد هو أن تؤخر الصلاة عن أول وقتها شيئاً قليلاً، والشكوى التي شكوها للنبي r هي في حرارة المواقع، وهذه لا تبرد في العادة إلا بعد ساعتين أو ثلاث وهو عند نهاية وقت الظهر في الحر الشديد، وقت الظهر يقارب ثلاث ساعات كما هو معلوم، أو أكثر بين العصر والظهر في شدة الحر وطول النهار، فلا تعارض بين الحديثين.

وفي حديث رافع بن خديج t: قال رسول اللـه r: "أصبحوا بالصبح فإنه أعظم لأجوركم"، رواه الخمسة (أحمد والأربعة)، والحديث صحيح، وفي رواية: "أسفروا بالفجر فإنه أعظم للأجر".

واحتجت الحنفية- رحمة اللـه تعالى عليهم- على تأخير الفجر إلى الإسفار، أن الأصل عندهم هو الإسفار فتصلي بعد الإسفار وقبل طلوع الشمس.

وأجيب عن ذلك بأجوبة:

- أن استمرار صلاة النبي r هي في التغليس وليس في الإسفار، وقد جاء عند أبي داود من حديث أنس بسند جيد: أن رسول اللـه r أسفر بالصبح مرة ثم كانت صلاته بعد ذلك بغلس".

- وقيل- وهذا التوجيه فيه نظر- بأن المراد بالإسفار هي إطالة في الصلاة حتى تسفر، حين تسلم وأنت قد أسفرت، وهذا فيه نظر لأن الإطالة قد يعتري ويجد بخلاف الإسفار بالصبح كأن المقصود به هو بداية الصلاة أن لا يصلي حتى يسفر بالصبح.

ولكن أقرب التوجيهات هو القول الأول، أن غالب هدي النبي r هو التغليس، فأكثر الروايات بل غالبها عدا هذا الحديث قد جاءت في التغليس ولم تأت بالإسفار.

وفي حديث أبي هريرة t أن النبي r قال: "من أدرك ركعةً من الصبح قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الصبح، ومن أدرك من العصر ركعة قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر"، متفق عليه.

قال المصنف ولمسلم عن عائشة رضي اللـه عنها نحوه وقال: "سجدة" بدل "ركعة"، ثم قال: والسجدة إنما هي الركعة، فإذاً الحديث الوارد فيه "من أدرك سجدة" ليس المقصود بها السجدة المعلومة في المراد وهي الركعة لا السجدة.

ثم ذكر حديث أبي سعيد الخدري t أنه قال: سمعت رسول اللـه r يقول: "لا صلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس، ولا صلاة بعد العصر حتى تغيب الشمس"، متفق عليه.

نحن الآن بدأنا في أوقات النهي وهي تحتاج إلى وقفة وسنجعلـها في الدرس القادم إن شاء اللـه عز وجل.

هذا وسبحانك اللـهم وبحمدك وأشهد أن لا إلـه إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.
الأسئلة:

1- كيف يعرف الشخص مغيب الشمس إذا كان بينها وبينه جبال أو تلال أو دور مرتفعة؟

يبني على غالب الظن فينتظر حتى يرى العتمة أو الظلمة فيبني بأنه قد غابت الشمس، أو يبني على التقويم ولا بأس بذلك إن شاء اللـه عز وجل، بل هو أدق من استخدام النظر الظاهر، فأحياناً تأتي العتمة الشديدة بسبب غبار أو دخان أو غيره، غير مرئي غير قريب، غيم بعيد فيظن الإنسان بأن الشمس قد غابت، فلذلك الاعتماد على التقويم في ذلك لا حرج فيه إن شاء اللـه عز وجل، وإن كان بعضهم قد قال بأنه بدعة، والحكم على هذا الأمر بأنه بدعة أيضاً فيه نظر فهذا من باب الوسائل، والوسائل قد دلت على هذه في غالب النظر، وقد حكى ابن تيمية- رحمه اللـه- وغيره من أهل العلم، أن ما لا يمكن رؤيته من الأهلة بالعرف والنظر الظاهر أو في نظر الفلكيين فإنه لا يتراءى، وهذا دلالة على اعتبار أقوال الفلكيين في أصل الرؤية وإن كانت الرؤية نفسها أو ولادة القمر لا يعتبر فيها قولـهم، إنما يعتبر ظاهر الرؤية، ولكن قالوا إذا لم يمكن ولادة أصلاً هذا محل بحث عند الفقهاء وذكر ابن تيمية عن بعض أهل العلم بأنه إذا تعذرت ولادته بيقين فإنه لا يتراءى، هذا فيه الإشارة إلى الاعتماد على قولـهم في بعض ذلك، ومثلـه أيضاً ما عملت عليه الأمة الآن في الوقت الحاضر وهي اعتماد المواقيت على طريقة الفلكيين، وقد جربتها بحمد اللـه عز وجل ووجدتها دقيقة جداً، جربتها وتتبعتها في مغيب الشمس في أماكن مستوية وكنت أضبط على هذا الميقات في المكان الذي وقت عليه فأجدها تغيب وقد يكون الفرق نصف دقيقة أو دقيقة أحياناً، وهذه ليست بشيء والإنسان قد يغلط بالنظر الظاهر بدقيقتين أو ثلاث أو أربع،أنا أقول إن وجدت الشمس اعتمد عليها، وإن وجدت العتمة ووجدت السحب والحجب فيعتمد عليها أيضاً مجرد وجود الظلمة الظاهرة بأن الوقت قد دخل.

2- ما هو الأحوط للإنسان في صلاة الفجر هل يصليها بعد دخول وقتها في توقيت أم القرى أم توقيت أسنى؟

لا أعرف توقيت أسنى ولكن أعرف توقيت أم القرى توقيت دقيق وإن كان ذكر بعض أهل العلم في صلاة الفجر أو في دخول وقت الفجر كلام طويل منه كلام الشيخ بن عثيمين- رحمه اللـه-، وقد وجدت ما ذكره الشيخ أيضاً الأحيان التي وجدتها أن هناك فارق بين طلوع الفجر ودخول وقت الفجر في التقويم، وكانت هذه أحيان قليلة لا أدري كيف خرجت ولكن لعل الشيخ- رحمه اللـه- قد اطلع على مثل هذه الأحيان أو نقل لـه الناس كما جاءته الأخبار من نواح متعددة من البلد بأن وقت الفجر في التقويم يدخل قبل خروجه وبزوغه-واللـه عز وجل أعلم-.
3- ما المراد بحديث "أسفروا بالفجر"؟

المراد به هي أنك لا تصلي إلا بعد أن يصبح الإنسان يعرف جليسه، ويعرف نظيره ولا يكون من الليل، أو ما يقارب الليل يكون هناك سفرة وإسفار ظاهر، ويكون هذا بعد أذان الفجر تقريباً ساعة إلا ربع أو قريباً من ذلك.

4- شيخ كبير لا يعرف الصلاة على النبي r في التشهد الأخير، ولا يطيق التعلم، ما حكم صلاته؟

صلاته صحيحة، الصلاة على النبي r هذه واجبة، ولا أعرف أحداً قال بركنيتها في أثناء الصلاة فيبغي عليه أن يتعلم ما يستطع فإذا لم يستطع فلا شيء عليه إن شاء اللـه، هذا إذا لم يستطع لا يطيق مسن جداً، كبير ما يتلقن، ما يحفظ، معه مرض معه أيضاً هرم شديد، كيف تلقنه وتعلمه فإن استطعت ذلك فافعل وإلا فإن اللـه عز وجل قد عفا عنه وعافاه.
5- هل التبكير بالنوم واجب؟

نعم، في حالة كان التبكير بالنوم هو وسيلة إلى القيام لصلاة الفجر، فإذا كان التأخير سببا لترك صلاة الفجر كان التأخير أيضاً إثماً حتى وإن كان الإنسان على علم لا سيما في ليالي الصيف، فإذا نام الإنسان مجهداً فهو لا يستيقظ إلا بعد طلوع الشمس في غالب الأمر، ولذلك سبب تغير هذا النظام وهذا النمط في وقتنا الحاضر تجد قلة شهود صلاة الفجر فتصلي في مسجد جامع أحياناً- هو جامع كبير- تصلي صلاة العشاء تجد ثلاثة صفوف، ثلاثة صفوف ونصف أحياناً، ثم تأتي في الفجر ثم لا يتم الصف الأول ولا ثلثي الصف، أين يذهب هؤلاء؟ ماتوا جميعاً، مرضوا جميعاً، كانوا يساهرون مريضاً جميعاً، هذا ليس بصحيح ولكنه السهر ، فإما أن ينام نهائيا ولا يحس بصلاة الفجر، وإما أن يستيقظ ولا يستعمل المنبهات، وإذا استعمل المنبهات يغلقها أيضاً.

6- إذا نام جماعة عن صلاة العصر فهل يصلون في مكانهم أم يصلون في مسجدٍ يتأخرون الصلاة فيه؟

أنا أرى أن لا يؤخر الصلاة حتى يصليها في المسجد البعيد، يتعمد ذلك- عياذاً باللـه من هذه الفعل-، إلا إذا كان هناك ضرورة أو حاجة، فالأصل هو الصلاة في المسجد الذي أنت اعتدت عليه وهذا وقت صلاته، هذا هو الأصل، لكن لا أستطيع بأن الصلاة هناك غير صحيحة، هي صلاة وهي جماعة وهي الجماعة الأولى، وهي مناط بها الأحكام لكن لا ينبغي للإنسان أن يعود نفسه على هذا، إذا فاتته الصلاة أن يذهب إلى هذا، هو إذا فاتته يذهب هذا حسن، وهي جماعة وأرجو اللـه أنها يكون قد أدرك الجماعة، وهو كذلك لا أحد يستطيع أن يقول أنه لم يدرك الجماعة، أدركها هي الجماعة الأولى والأحكام تنطبق بالجماعة الأولى كما هو معلوم، وحتى لو تيقنت وضمنت أن تدرك جماعة بعد الجماعة الأولى فهي ليست بجماعة وذلك لأن النبي r لم يعذر المنافقين ولم يعذر العجزة ولم يعذر الأكفاء حين إستأذنوه r أن يصلوا جماعة ولو في بيوتهم ويصلوا جماعة في منازلـهم، أو يصلوا جماعة ولو بعد استيقاظهم من النوم، ينام ويرتاح ويقوم ويصلي في أي وقت.

7- كيف يقدر حكاية صلاة النبي r بغلس بالفجر وقولـه: "أسفروا بالفجر"؟

فعلـه r مبين لقولـه، فكان فعلـه r في أكثره والغالب أنه كان يصلي بغلس كما يصلي الناس في الوقت الحاضر، فينبغي أن يكون الأمر كذلك.

هذا وسبحانك اللـهم وبحمدك أشهد أن لا إلـه إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.

بارك الله فيك وجعلها الله في ميزان حسناتك

مشكور أخي على الجهود
جعلها الله في ميزان حسنلتك

مشـــــــــــــــــــــكور على الموضوع القيم

مشـــــــــــــــــــــكور على الموضوع القيم