صح صيامكم وتقبل الله منا ومنكم.
ان المشروع المسمى " قفة رمضان " فى كل سنة ما هو فى الحقيقة الا اهانة للفقير والمعوز والمسكين ليس الا لان الجزائر غنية برجالاتها وثرواتها ولها من المال ( 147 مليار دولار فى الخزينة حسب ما جاء على لسان وزير المالية فى تقريره السنوى امام فخامة رئيس الجمهورية مند ايام ) والثروات ( بترول. غاز. حديد. ذهب . فضة وكل المعادن النفيسة التى نعلم والتى لا نعلم التى انعم الله بها هذا الوطن " لان شكرتم لازيدنكم ... " ) ما يكفى ليعيش الجزائرى عزيزا كريما حتى بدون عمل حسب بعض الاخصائيين فى العالم لو استغلت هذه الخيرات احسن استغلالا ولا مجال لوجود الفقير والمسكين بيننا. اما ان نضحك على اخواننا كل سنة عند دخول كل شهر رمضان بهذا " الساشى " وليس " قفة " كما يزعمون فهذا ما لا نقبله على الاطلاق لانهم قبل كل شىء اخواننا نتالم لحالهم. ان المسلم كريم بدينه وعزيز النفس. كيف بربكم ان نقبل بهذه الاعانة المقدمة من وزارة التضامن الوطنى او بالاحرى من الدولة والتى هى عبارة عن بعض المواد الغذائية البسيطة وفى غالب الاحيان الفاسدة ( كيس سميد. شكارة ملح. ساشى شربة . قرعة زيت ) واحيانا اقل من ذلك والتى فى غالب الاحيان لا يتعدى سعرها الكلى 1200 او 1500 دج ولاقتنائها نجد طوابير من الرجال والنساء والاطفال امام مقر البلديات وامام انظار المارة وعدسات كاميرات الفضائيات الوطنية والاجنبية تلتقط هذه الصور للعالم من بلد جد غنى يقال عنه انه الاول فى العالم العربى وغنى حتى التخمة و بانه يسعى لمحاربة الفقر. ابهذه الطريقة اخوانى نحاربه ام يضحكون على هذا الشعب المغبون ( الغاشى ) !!! لا قيمة للزوالى فى هذا البلد بعد موت المرحوم بومدين ابو الفقراء واليتامى والمساكين ... بالله على اولاة امورنا كل حسب موقع مسؤوليته الى يخشون الله لومة لائم فى الضحك على هذه الفئة من المواطنين ام انهم يفتخرون بذلك و" يحسبون انهم يحسنون صنعا " ؟ اذا كان هذا هو المشروع التى تفتخر به الدولة امام الامم لماذا لا تنشىء وزارة الاغاثة الانسانية وانتهى الامر ؟ فالاحسن ان تتركوهم وشانهم لرب العالمين لانكم تفضحونهم وتنقصون من قيمتهم وانسانيتهم مقابل لقمة عيش لا تسمن ولا تغنى من جوع. يقول المثل الشعبى عندنا " نفخة خير من طعام ". كان على الدولة ان لا تقوم بذلك لانها وبكل بساطة تزيد الفقير والمسكين فقرا على فقر و ذلا على ذل وما المشاهد المتكررة سنويا التى نراها عبر كافة الولايات تذكرنا بالمجاعة الموجودة فى افريقيا السوداء بسبب الجفاف المستمر والامراض وفى بعض الدول الفقيرة من العالم وبعض الدول المنكوبة بسبب الحروب كالعراق وافغانستان وفلسطين و... او بسبب الكوارث الطبيعية كباكستان هذه السنة بسبب الفياضانات. نحن فى الجزائر لسنا من هؤلاء والحمد لله رب العالمين ولكن الكارثة مصطنعة من المافيا التى بيننا و لا نحتاج الى الصدقات وقفة رمضان ومطاعم الرحمة بل نحتاج الى رفع كرامة شعبنا امام الشعوب والامم ( ارفع راسك يا ابا كما جاء على لسان الرئيس فى احدى خرجاته الميدانية اثناء الحملة الانتخابية ) بخلق مناصب العمل للشباب واعطاء كل واحد من المواطنين حقه فى العيش الكريم. ان بلادنا واسعة وغنية يمكن ان تعيش شعوبا وشعوبا بلا عمل لولى الانانيين الموجودين بيننا الذين يستولون على خيراتها بلا حق مشروع.
اخيرا سنكون سعداء يا ناس اذا الغت الدولة مشروع " قفة رمضان " واستبداله ببمنحة شهرية لكل بطال وبدون استثناء كما تفعل شعوب العالم المتقدم ولكن ان تكون محترمة تلبى حاجيات المواطن فى هذه الظروف التى اصبحت المعيشة غالية جدا حتى على العاملين واصحاب الدخل والجزائر قادرة على ذلك اليوم قبل الغذ. ولنتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم القائل " ليس منا من بات شبعان وجاره جوعان ". اذن ما الفائدة اخوانى من التغنى بالملايير من الدولارات المكدسة فى الخزينة مقابل شعب يقتات من المزابل ويموت جوعا ؟!
اتمنى ان نرى جزائرنا الحبيبة فوق البلدان وشعبها كريم وهذا اذا تظافرت كل الجهود. السلام عليكم.