مع تحذير استخبارات أوروبية من نشاط إرهابي في البحر المتوسط
إحباط عمليات انتحارية لاستهداف سفن وبواخر في عرض المياه الجزائرية
عاشت، أول أمس، الواجهة البحرية للجزائر العاصمة حالة استنفار، عن طريق تجنيد طائرات عمودية للمراقبة الجوية على طول الشريط الساحلي لولاية الجزائر، حيث جاءت هذه الإجراءات تبعا لمعلومات تلقتها أجهزة الأمن تشير لمخطط إرهابي انطلاقا من سواحل ولاية بومرادس شرق العاصمة للمساس بأهداف عسكرية أجنبية.
حالة من الذعر تملكت مستعملي قوارب الصيد في عرض البحر، بسبب الإجراءات غير العادية التي باشرتها مصالح الأمن وحرس الشواطئ، حيث أكد شهود عيان لـ''الخبر'' أن طائرات مروحية تابعة لقوات الجيش الوطني الشعبي حلقت، خلال الساعات الأولى من صباح أول أمس، خاصة على مستوى منطقة الميناء والمنطقة القريبة من مقر قيادة القوات البحرية، إضافة إلى الدوريات المكثفة لخفر السواحل للتدقيق في هوية البحارة وأصحاب قوارب الصيد.
وتقول مصادر ''الخبر'' إن مصالح الأمن اكتشفت في وقت سابق بالناحية البحرية للجزائر، محاولة عناصر إرهابية ينتمون لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي استعمال مياه البحر المتوسط، للقيام بعمليات إرهابية وجعل أهداف محددة لها خاصة السفن التي تستعمل تلك المياه بالناحية الشرقية للعاصمة، وبالقرب من سواحل ولاية بومرداس.
وفي هذا الصدد، تضيف المصادر ذاتها أن دائرة الاستعلامات بالعاصمة تمكنت من استغلال معلومات حول إمكانية قيام عناصر إرهابية بعملية انتحارية باستعمال قوارب، حيث تم توقيف ثلاثة أشخاص في عمليتين متفرقتين وحجز قاربين للصيد بولاية بومرداس، وصرح الموقوفون أنهم كانوا بصدد التحضير لعملية إرهابية في عرض مياه البحر بأمر من قيادة تنظيم قاعدة المغرب الإسلامي، كما أكد أحدهم أنه يمتهن حرفة الصيد كان بصدد تدريب عناصر إرهابية مبحوث عنها، على استعمال قوارب الصيد في عرض البحر، وتعود ملكيته لهذا القارب بعد استفادته من مساعدة الدولة في إطار دعم مشاريع الشباب، فيما صرح الموقوف الثالث في العملية الأخرى أنه كان ينقل مواد متفجرة وعتادا للجماعات الإرهابية في عرض مياه البحر من أحد موانئ الصيد بغرب البلاد بـ''بوقارون'' عبر قارب صيد إلى أحد شواطئ ولاية بومرداس، أين يتم نقلها فيما بعد إلى معاقل قاعدة المغرب بتيزي وزو. تجدر الإشارة إلى أن المياه الجزائرية عرفت في العديد من المناسبات استعمال فرقاطات وسفن عسكرية أجنبية، في إطار التعاون مع نظيرتها الجزائرية، كان آخرها خلال اليومين الماضيين من خلال توقف سفن عسكرية تركية بميناء الجزائر. كما أن هذه المعطيات المتوفرة لدى مصالح الأمن الجزائرية تأتي بالتزامن مع تحذير للاستخبارات الأمريكية والبريطانية، في توصلها لمعلومات حول إمكانية استهداف تنظيم القاعدة للسفن والبواخر الأجنبية بمياه البحر المتوسط، كحادثة المدمرة الأمريكية ''كول'' التي تم الهجوم عليها في اليمن في ديسمبر من سنة .2000