الحساسة عضو ماسي
عدد المساهمات : 583 تاريخ التسجيل : 22/05/2010 العمر : 39
| موضوع: قمة البحث عن الذات الثلاثاء يونيو 22, 2010 1:46 pm | |
| قمة البحث عن الذاتالمكان هو المكان ، والزمان ليس نفس الزمان ، وهذاهو حال القمة العربية القادمه التى ستعقد فى الخرطوم يوم 28من الشهر الجاري ، فقبل أربعين عاماً عقدت القمة العربية السادسة في الخرطوم يوم 29 اغسطس /1967/ والتي جاءت استجابة لهزيمة أو نكسة 1967 ، ورغم مرارة الهزيمة وقسوتها إلا أن القرارات التى أصدرتها جاءت على مستوى التحدي بإصرار الملوك والرؤساء العرب على التمسك بالثوابت القومية فى الصراع العربى الإسرائيلي : لا صلح ، لا اعتراف ، لا تفاوض ، وتقديم دعم مالي من الدول العربية النفطية لمصر وسورية والأردن لإزالة آثار العدوان واستعادة قدراتها العسكرية ، ولعل أهم إنجازات قمة الخرطوم الأولى هو التأكيد على الهوية العربية والتمسك بها كحصن واق للعمل العربي الذى يحفظ للأمة كرامتها الوطنية . أما اليوم وبعد أربعين عاماً لم تعد الخرطوم هى نفس الخرطوم ، ولم تعد الدول العربية هي نفسها رغم الاحتفاظ باسم العروبة ، فعبر هذه المرحلة الطويلة شهدت المنطقة العربية تحولات هائله فى بنيتها ونسيجها السياسي ، وتعرضت الأمة العربية الى حالة مستمرة من الانسلاخ لعروبتها وهويتها ، ولحالة من الانشطارات الداخلية والصراعات الداخلية ، وتعرضها لحملة مستمرة من التدخلات الخارجية انتهت بتواجد امريكي مباشر على الأرض العربية ، وفى سياق هذه التطورات والتحولات السلبية ، تفاقمت وتجذرت النزعات القطرية الضيقة على حساب دعم وترسيخ الهوية والشخصية العربية . وفى الوقت الذى تراجعت فيه القدرات العربي ، وأقصد المكانة السياسية للأمة العربية وقدرتها على التأثير فى محيطها الخارجي حفاظاً على مصالحها القومية ووحدتها ، زادت إسرائيل قوة وتأثيراً لدرجة لم تعد معها لااءات قمة الخرطوم الأولى لها وجود فى أجندة القمم العربية اللاحقة . ويأتي انعقاد القمة العربية هذا الشهر فى ظل تحديات هائلة وجسيمة قد تعصف بما تبقى من هوية وشخصية عربية ، ولذلك فأبسط توصيف لهذه القمة هي قمة الملفات الشائكة والمعقدة ، والتي تحتاج من القادة العرب تجاوز كل خلافات ضيقة ، وصراعات ونزعات طائفية أو شخصية . إن المصير الذى يتهدد الامة العربية سيطال الجميع ، ولا توجد دولة بمنأى عن الأخطار التى تحيق بالجميع . وتنفرد هذه القمة كما قلنا بتعدد هذه الملفات والتحديات ، وكلها تتسم بالخطورة وانعكاسها على الآخرين ، فهناك أولاً الملف العراقي بكل تداعياته الداخلية والإقليمية والدولية ، وتعرض هذا البلد العربي الى احتمالات الحرب الأهلية والانفصال عن هويتها وانتمائها العربي ، وإلى جانب ذلك يبقى الملف الفلسطيني رغم تراجع مكانة القضية الفلسطينية فى أولوية الأجندة العربية ، إلا أن التحولات التى شهدتها السياسة الفلسطينية وفوز حماس بالسلطة الفلسطينية ، والضغوطات التى تواجهها السلطة الفلسطينية بقطع المساعدات الدولية عنها يضع الدول العربية أمام مسؤولياتها تجاه القضية الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطيني ، لكن الامر لا يقف عند حد تقديم المساعده المالية ، بل الموقف من السياسات والإجراءات الأحادية التى تنتهجها إسرائيل لتغيير معالم الأرض وفرض رؤيتها النهائية للسلام الذى تريده ، وما لذلك من انعكاس على الأمن القومي العربي . وهنا تبرز أهمية تفعيل المبادرة العربية ووضع الآليات التنفيذية لها . وإلى جانب هذه الملفات هناك الملف اللبناني في بُعده الداخلي وفى إطار العلاقة مع سوريا وزيادة حدة الضغوطات الدولية على الطرفين بهدف تدويل المسألة اللبنانية . وفى غمرة هذه الملفات لا يمكن أن ننسى الملف السوداني ذاته سواء فيما يتعلق بالجنوب السوداني وشده إلى محيطه العربي ، ومسألة دارفور ودعم جهود منظمة الوحدة الإفريقية للحيلولة دون تدويل القضية ذاتها . ولعل من الملفات الهامة والخطيرة الملف النووي الإيراني ومحاولة امتلاك إيران للقدرات النووية التى ستجعل الدول العربية جميعاً أمام توازن جديد للقوى ، وكيف سيتم التعامل مع هذا الملف بكل محاذيره ومعطياته وفي ضوء الفهم الجدي للأمن العربي في ظل المتغيرات الدولية والإقليمية المستجدة . ويبقى ملف إصلاح الجامعة العربية يشكل من أهم التحديات التى تواجه العمل العربي المشترك ، فى ظل تنامي وهيمنة العولمة السياسية والاقتصادية والثقافية ، وتزايد نغمة صراع الحضارات التى بدأت تطل برأسها من جديد وبشكل شرس فى أعقاب مسلسل الرسوم المسيئة للرسول الكريم، وهذا يفتح صفحة جديدة من العلاقات بين العالم العربي والعالم الاسلامي والدول الأخرى . فهذا الملف يحتاج الى معالجة واعية بعيدة عن سياسات ردود الفعل التى قد تتسبب فى سياسات وقرارات تضر بالمصلحة العربية والإسلامية . وامتد ملف إصلاح الجامعة العربية ليشمل عملية الإصلاح السياسي والديموقراطي فى العديد من البلدان العربية . كل هذه الملفات تحتاج الى قرارات تاريخية مصيرية تعيد للأمة العربية أولاً بعضَ ما فقدته من هويتها وشخصيتها العربية ، ولذلك المعيار ليس في عدد القرارات بل في فاعليتها وإن جاءت قليلة. دكتور ناجي صادق شراب كاتب وأكاديمي فلسطينى - غزة | |
|
الريم عميد المنتدى
عدد المساهمات : 13570 تاريخ التسجيل : 04/03/2010
| موضوع: رد: قمة البحث عن الذات الخميس يوليو 01, 2010 4:22 pm | |
| | |
|