كنت مع أخت نتجاذب أطراف الحديث، وتكلمنا عن مدرسة الحياة، تلك المدرسة التي لا بد أن ندخلها ونستفيد منها وندرك أنها ضرورية لأجل التزود بالعلم والمعرفة،
مدرسة الحياة؟؟؟؟؟؟ !!!!!! نعم مدرسة الحياة لم العجب؟!
أختي: صحيح هناك المدرسة أو الجامعة التي تعطيك الشهادة لكن هناك مدرسة أخرى لا تقل عن تلك الأكاديمية بل هي أفضل وأجمل وأحلى وعلمها نظري وتطبيقي، مدرسة رحبة الصدر تتقبل الكبير والصغير الرجل والمرأة ......أقصد مدرسة الحياة.
نعم المدرسة التي تخرج منها آبائنا وأجدادنا.
أختي: كانت أمي وأمك وجدتي وجدتك عفيفة، تلبس حجابها تأبى أن تخرج بالملابس التي تخرج بها أغلب الفتيات الجامعيات اليوم ، هل دخلت أمهاتنا الجامعة وتعلمت العفة والاحتشام؟
أمهاتنا درسن في مدرسة الحياة، وعندهن من الفطنة والذكاء ما لا تملكه تلك الجامعية، نعم عندها أدب وحسن خلق أين درست؟ درست في مدرسة الحياة، وقد تكون الجامعية وبالاً على زوجها، والتي لم تدرس نعم الزوجة.
أختي: تجدت أبي وأباك وجدي وجدك يأبى أن يضع قرطا في أذنه أو يعلق قلادة في رقبته أو ......هل دخل جامعة؟
تجدي لسان حاله لما يرى الشاب الجامعي الذي تخنث يقول:
وما عجبي أن النساء ترجلت.......لكن تأنيث الرجال عجاب!
هل دخل الجامعة وتعلم الشعر لا؟
إنها مدرسة الحياة.
أختي: ذكر الله تَعَالَى أنه يصيب الأقوام ليتعظوا، قال تعالى{ وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ } ومعنى الآية، أن الأبناء سكنوا في أماكن الآباء والآباء في أماكن الأجداد، وقد هلك قرن وأتى قرن، فما اتعظ هذا الحي بما أصاب الميت. إنها مدرسة الحياة
وقال تعالى: { وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ } نزلتم قصورهم، وسكنتم دورهم، وورثتم أملاكهم، فما لكم ما اتعظتم بما وقع عليهم، أوَ ما كان هذا لكم نذير؟!
قال سفيان الثوري رحمه الله: "لاعب ابنك سبعاً، وأدبه سبعاً، وصاحبه سبعاً، ثم اتركه مع التجارب" أي: لاعبه حتى يصل إلى السابعة، ثم أدبه من السابعة إلى الرابعة عشرة، ثم من الرابعة عشرة سنة إلى الواحدة والعشرين سنة صاحبه ثم بعد الواحدة والعشرين اتركه مع تجارب الدنيا، يصاب ويصيب، ويأتيه من الأخبار الأمور ما تجعله ملقناً، مجرباً، حكيماً، إذا كان ذو عقل. أختي يقصد مدرسة الحياة وهذه هي السن التي يكون فيها الطالب في الجامعة.
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً ...........ويأتيك بالأخبار من لم تزود
في مدرسة الحياة نتعلم من بعد كل نجاح أو فشل، وأحيانا نخوض تجارب مريرة حتى نتعلم أن لا نسلك طريقها مرة أخرى، إن الفشل أو الخطأ أحيانا أكثر نفعا، حيث أننا نتعلم من أخطائنا أسرع من ما نتعلمه من غيرها، إذن للفشل جانب مشرق، فهو وقود النجاح لأنه يكشف لك مواطن الضعف والخطأ, حتى تتجاوزه أو تعدله. والشيء الأهم هو أن تتعلم كيف تخرج من تلك التجربة الفاشلة بسلام، وأن تخرج منها بفائدة، وتسعى إلى تدارك كل ما قد يصيبك من إحباط، وأن تعزز لديك الثقة بنفسك. فالفشل ليس رذيلة بل فضيلة حين يكون دافعًا للنجاح، وسلمًا للصعود والنهوض والدفع باتجاه الأفضل وتحقيق الأهداف. وهذا كله طبعا في مدرسة الحياة
أختي: إن الكتب تلقِّن الحكمة صحيح في طياتها حكم كثيرة، لكن أختي هل تخرّج الحكماء؟، وإن الذين امتازوا في العلوم والفنون لم يتعلموا في المدارس فحسب بل تعلموا في مدرسة الحياة.
لو قرأنا كتباً في فن السباحة والغوص نستفيد صحيح لكن لو قذف بنا في النهر هل نستطيع أن نسبح؟، أليس أفضل طريقة لتعلم السباحة أن ننزل للنهر لنتعلم فيه مباشرة.
أحدنا يدخل الجامعة أربع سنين ثم يخرج منها وهو جاهل، ثم يرى نفسه أنه مثقف.
ودخلت فيها جاهلاً متواضعاً ......وخرجت منها جاهلاً دكتورا
يا شيخ قد سُمِّيت دكتورا....... والثور يبقى وإن ألبسته ثَورا
أختي: شعار منتدانا منتدى المسيلة للعلم والمعرفة، هل هو فرع عن الجامعة هل له تخصص فيها، لا اعتقد ذلك.
إذن هو جزء من مدرسة الحياة.
لذلك إخوتي أنبه أن لا نغفل على مدرسة الحياة، خاصة وأنها تستقبل الجميع كما سبق، وهي مدرسة نظرية وتطبيقية علنا نستفيد منها ونفيد، ونحن فيها دارسين ومدرسين، فبجدنا وتعاوننا نرتقي في سماء العز والمجد....
هذه مدرسة الحياة.............تمر عليها جميع الفئات
دون دفع رسوم.................دون تسديد أي غرامات
بقلب رحيب تسع..............عالم الشباب وكذا البنات
تخرج منها أبي وأمي...........وكل الآباء والأمهات
أرجوا أن نستفيد منها.........جميعا قبل حين الممات
حتى نعلوا بها قمم العز..........فوق الجبال الراسيات
هذا لك أختي نصحي........كما نصحتني قبل لحظات
فبوركت أختي ودمت.........لنا من خيرة الأخوات
وحفظك ربي ورعاك.........ورزقك أعلى الدرجات
ويشهد الله صدق قولي........لذا أردفته بذي الأبيات
ولست بشاعر ولكن..........وقد كنت من الناصحات
فقلت جزاء الإحسان...........إحسانا ما كان إساءات
لذا سللت قلمي فتقبلي.......منه أختاه هذه الخربشات
نعم أختي هي خربشات.......ولا تقولي كفاك جهالات
فأهل مكة أدرى بها..........والله أدرى بكل المخلوقات
تقبلي مني أختي ودي........وأحلى سلام وازكى التحيات
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.