أتمنى لكل المتزوجين السعادة و الهناء في حياتهم
الزوجية
لا يكاد بيت من البيوت يخلوا من المشاكل سواء أكانت مالية
أو تربوية أو اجتماعية أو حتى عاطفية و سأركز على المشاكل العاطفية لأنها
تعتبر من الأسباب القوية للمضي بعش الزوجية للدمار
كثيرات هن
الزوجات اللواتي يشتكين من التصرفات الفظة و الفحش في الكلام أو التسلط في
المعاملة من قبل أزواجهم و أخريات يعانين من تجاهل أزواجهن لهن من عدم
مبالاتهم من عدم مدحهن أو تحسيسهن بأهميتهن كزوجة و أم و ربة بيت بل هناك
من الأزواج من يدخل لبيته للأكل و النوم فقط كما لو كانت الزوجة قطعة من
الأثاث لا يلقي لها بالا
في الجهة الأخرى نسمع عن تذمر الرجال من
سوء معاملة زوجاتهن لهن من كلامهن الفظ و الجارح في بعض الأحيان من عدم
احترامهن لأزواجهن و تحين الفرص لإذلال الزوج و تذكيره بسلبياته و مواطن
ضعفه خصوصا أمام أهله و أصدقائه ظنا منها أنها تنتقم لنفسها من معاملة
زوجها لها
أما أخرون فيتحدثون عن زوجات مقصرات في واجباتهن غير
مباليات برغبات ازواجهن و طرق اسعادهم زو جات همهم الوحيد هو التسوق
الثرثرة مع الصديقات و معرفة أسرار الناس و إفشائها
و زوجات يعتقدن
أنهن بالطبخ و ترتيب البيت و تربية الأطفال قد أدين كل واجبهن و يعتبرن
تذمر الأزواج في هذه الحالة مجرد دلع و لا داعي له متناسية أن الزوج كالطفل
الصغير تكسبين قلبه باهتمام كبير بكلمة رقيقة بلمسة حانية بقلب مليء بالحب
و الحنان و العطاء الصادق دون نفاق أو انتظار مقابل
فما السبب؟؟؟؟
ما هو السبب الذي يجعل
المرأة تتذمر من الرجل و العكس صحيح ؟
ما السبب الذي يجعل الزواج
جحيما لا يطاق أو مجرد صورة اجتماعية لا روح فيها ؟
العديد
من المختصين و الباحثين و المهتمين بشؤون الأسرة و العلاقات الزوجية يرجعون
الأمر لعدم التوافق الفكري أو الاجتماعي و الثقافي للزوجين
أو
للمشاكل الاقتصادية و ضغوطات الحياة اليومية و ظروف المعيشة الصعبة التي لا
تترك مكانا للود و الرومانسية في التعامل بين الزوجين
لا أنكر أن
هذه الأسباب قد تكون من بين العوامل التي تؤذي لنشوب الخلافات بين الزوجين و
استحالة ربط حبل الود و المحبة بينهما لكن و من وجهة نظري أرى أن السبب
الحقيقي لكل هذه المشاكل هو
الابتعاد عن أوامر
الله في التعامل بين الأزواج و كذلك تخلي المجتمعات العربية عن الأخلاق و
الخصل الحميدة التي لطالما كان ولا زال ديننا الحنيف يدعوا أليها
فلو
أن الرجل و المرأة تذكروا الأية الكريمة
"و
خلقنا لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إاليها و جعلنا بينكم مودة و رحمة "
لاجتنبا
الكثير من المشاكل و الخلافات التي تؤدي ألى البرود في معاملة الأخر
لو
أن الزوجة جعلت من حسن معاملة زوجها و توددها أليه و طاعتها له و احترامه
طاعة لله ووسيلة لابتغاء مرضاته لما اذخرت و سيلة في أسعاد زوجها و إسعاد
بيتها و بالتالي عيشها في بيت يسوده المودة و السكينة و الاستقرار العاطفي
و
لو أن الزوج عمل بحديث رسوله عليه الصلاة والسلام خيركم
خيركم لأهله و أنا خيركم لأهلي لابتعد عن الكبرياء و الغرور و
التسلط في المعاملة و لاعتبر زوجته صديقته التي يشاطرها أفراحه و أحزانه و
أمه التي يسعى لإرضائها و حبيته التي يعبر لها عن حبه و شوقه و اهتمامه بها
فكفاكم يا أزواج من الأنفة الكذابة و التعالي في المعاملة فالحياة
أقصر من أن نقضيها في المشاكل و الخلافات اليومية و التي غالبا ما تكون
جراء أسباب واهية و بسيطة الزواج يحتاج لكثير من الصبر و الاحترام المتبادل
و الحب و عدم التهاون في التعبير عن قيمة كل طرف في حياة الأخر
في الأخير أقول لك يا بنت حواء تذكري أن زوجك هو
جنتك أو نارك
و أقول لك يا ابن أدم رفقا بالقوارير
مما راق لي